*
الخميس: 13 فبراير 2025
  • 12 فبراير 2025
  • 21:21
الاردن أقوى منهم!
الكاتب: د. عامر بني عامر

الدكتور عامر بني عامر يكتب

 

الأردن أقوى منهم، ومن يعتقد غير ذلك فهو لم يفهم بعد حقيقة هذا البلد الذي صمد في وجه العواصف، ولم يسمح يومًا بأن يُفرض عليه واقع لا يقبله، لقاء الملك عبدالله الثاني بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن اختبارًا كما أراد البعض تصويره، ولم يكن الأردن في موقع المساومة أو التردد. كان الموقف واضحًا وثابتًا: لا تهجير، لا تصفية للقضية الفلسطينية، ولا حلول تُفرض على حساب الأردن.

الأردن أقوى منهم، مهما حاولوا الضغط أو المراهنة على إرهاقه، فهذه الدولة لم تُبنَ على الضعف، ولن تكون ساحةً يدفع فيها ثمن حسابات الآخرين، ورغم جسامة التحديات، فإن الأردن ليس المسؤول الوحيد عن أعباء المنطقة، ولن يسمح بأن يُختزل دوره أو يُفرض عليه واقعٌ جديد منفردًا، ومن يظن أنه قادر على عزله أو تطويعه فهو واهم، فقد كان موقف الملك واضحًا وحاسمًا، إذ لم يتحدث بلغة فردية، بل شدد على أن أي حلول يجب أن تأتي ضمن تفاهمات عربية ، لا أن تُفرض كأمر واقع يواجهه الأردن وحده.


الأردن أقوى منهم، لأن هذه الدولة تفهم كيف تدير المعارك بحكمة وشرف، وتعرف أن السياسة ليست استعراض قوة فارغ، بل مواقف تُصاغ بحسابات دقيقة، واليوم، المطلوب ليس فقط وضوح الموقف السياسي، بل وحدة الصف الداخلي وتعزيز منعته فالأردن بحاجة إلى أبنائه، إلى من يدرك أن الالتفاف حول الدولة ليس خيارًا، بل واجب وطني لحماية المصالح الأردنية أولًا وأخيرًا.

الأردن أقوى منهم، مهما حاول البعض التشكيك أو بث الفتن، فالأردن لم يساوم يومًا على حقوق الفلسطينيين، لكنه في الوقت ذاته لن يسمح بأن يتحمل وحده الأعباء، خصوصاً وأن المزايدات لا تصنع موقفًا، والتشكيك لا يخدم سوى المتربصين، واليوم الرهان ليس فقط على السياسة، بل على قدرة الأردنيين على حماية بلدهم من أي مشاريع لا تخدم مستقبله.

الأردن أقوى منهم، لأنه ثابت في وجه العواصف، ولا يغير مواقفه تحت الضغوط والتهديدات وهذه المرحلة تتطلب وضوحًا، وصلابة في الموقف الداخلي، لأن من يراهن على ضعف الأردن أو تراجعه، سيدرك قريبًا أنه لم يكن يومًا سهلًا، ولن يكون.

الأردن أقوى منهم، بقيادته بجيشه بشعبه، بقواته الأمنية ومؤسساته، أقوى منهم بانتماء الأردنيين ووضع الأردن فوق كل اعتبار، أقوى منهم بتحدياته ونجاحاته، وستبقى يا أردن في حجم بعض الورد إلا إنه لك شوكة ردت إلى الشرق الصـبا.

مواضيع قد تعجبك