*
السبت: 08 فبراير 2025
  • 08 فبراير 2025
  • 18:06
الوطن العربي الكبير ... ارض بلا شعب
الكاتب: جميل يوسف الشبول

  الافتراء الصهيوني بان فلسطين ارض بلا شعب لا زال مستمرا وقد وصل الى المستوى الذي اصبح فيه الوطن العربي برمته ارضاً بلا شعب .
  كيف لا ونحن نرى ونسمع ترامب يحمل "المشحاف" ويقتطع ما يحلو له من ارض يكشط السكان ويقيم الفنادق و المطاعم والبارات والكازينوهات ولا نسمع من النظام العربي الا استنكارا لغايات ارضاء الشعوب ودعوتها للتغني ببطولات القادة .
  يتصرف هذا الرجل وكأن الوطن العربي بارضه وشعبه وقادته مجرد قطع اثاث يرتبها هو كما يحلو له ويلقي بما لا يراه مناسبا خارج المنزل "ومن ذا يطالب سيدا في عبده" .
   لم يكن هذا ليحدث لولا ان اشربنا برعاية رسمية اننا ضعفاء الى ما لا نهاية وانهم الاقوياء الى ما لا نهاية ونسينا ان الايام دول وان الضعيف لا يمكن ان يبقى ضعيفا وان القوي والطاغية لا محالة هالك ولم يسجل التاريخ خلودا لحالة بطش وقوة بل سجل هلاكا مدويا لهؤلاء وامثالهم وان السقوط الاميركي بات قريبا.
     تحدث ترامب عن الدمار وعن عدم صلاحية المكان للعيش فيه ولم يتحدث عن الفاعل الجالس بجانبه ولم يتحدث عن اعوان الفاعل لم يتحدث عن تحالف القيم الاميركية والديمقراطية الاميركية والحضارة الغربية والجيش الاكثر اخلاقية في العالم واجتماع كل هؤلاء على قتل ومعاقبة اطفال ابرياء في غزة بعد عجزهم عن مواجهة المقاومين.
     لم يتحدث عن الاسلحة المحرمة دوليا التي قدمتها بلاده ودول الغرب ودمرت بها كل ما له صلة بحياة الانسان فكان الاعتداء على البنى التحتية والكنائس والمساجد وحتى المنظمات الدولية ومبانيها وموظفيها لم تسلم من جرائم بلاده وربيبتها اسرائيل ودول الغرب.
    اراد ترامب بطرحه فكرة التهجير ان يدفع الامر للنقاش في وسائل الاعلام العالمية في محاولة منه ان يخلق قبولا دوليا لهذه الافكار بتكرار واعادة الامر في وسائل الاعلام حتى يصبح امرا واقعا يتحول الى قرار في حال انعدام ردة الفعل الدولية ولا حساب لردة الفعل العربية.
    حالة انكار يعيشها الرجل كما نتنياهو بان هزيمة كبرى حصلت لبلاده واسرائيل ومن حالفهما من دول الاستعمار القديم على يد ثلة مؤمنة صغيرة العدد قليلة العدة القيت عليها الاف الاطنان من القنابل الفتاكة وباضعاف ما القي على اليابان التي استسلمت ولا زالت هذه الثلة المؤمنة صامدة وتحظى بمساندة دولية وشعبية عربية لا قبل لكم بها الا بالقاء قنابلكم النووية وقد القيتم انواعا منها.
   لا زال النظام العربي يتلقى الصفعة تلو الاخرى ولا زال الرد بكلمتين نرى ان يتم شطبهما من قاموس اللغة وثقافة الامة "الشجب والاستنكار" اضافة الى التمسك من طرف واحد بحل الدولتين الذي دفنته اسرائيل والى الابد ولا زالت اسطوانة التخدير الرسمية العربية قائمة متجاهلة ما يدور في خلد الشعوب.
   ردود الفعل الدولية قوية ومقدرة ومواقف روسية وصينية ونيجيرية ومكسيكية واوروبية واميركية جنوبية ووسطى كنا نتمنى ان تكون طليعتها عربية موحدة .
على المؤسسات ومنظمات المجتمع المحلي العربية ان تبادر لتوثيق كل الجرائم التي ارتكبت في غزة وتوثيقها لملاحقة العدو الصهيوني والدول التي زودته بادوات القتل والتدمير والمطالبة بكل قطرة دم طفل غزي وروح ازهقت فالظلم لا ينسى بالتقادم والدم العربي لم يعد رخيصا بعد 7 اكتوبر المجيد.
      على النظام العربي وعلى دول الطوق تحديدا ان تبادر لبلورة موقف عربي جاد موحد يهدد ولا يشجب او يستنكرفالظروف الدولية مواتية والمواقف الشعبية العربية داعمة ومستعدة للتضحية والفرصة اخيرة اما عزة الامة او ذلها واعادة استعمارها وسرقة ثرواتها وهدم حضارتها.

مواضيع قد تعجبك