اليس آرييل شارون هو القائل في صحيفة معاريف :
((انه يحسد الفلسطينيين على علاقتهم الوجدانية بالأرض".
فكيف لو رأى نفرة هذه الجموع، كما ينفر الحجيج إلى جبل عرفات !!
ما اشبه جموع الفلسطينيين، العائدين إلى الشمال من غزة ، بنفرة الحجيج في يوم عرفات، نفروا في شهر رجب المحرم يسيرون على صعيد واحد مهللين مكبرين ، و قد وفدوا من كل فج عميق إلى ديارهم في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون و الشجاعية.
يتدفقون من شارع صلاح الدين ، يمشون على اقدامهم إلى شارع الرشيد او بمحاذاة الساحل مسرعين الخطى ، افئدة تلهج و قلوب تخفق، وعيون تدمع للقاء معشوقتهم ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا.
هل راي ترامب هذه الجموع؟!، وهو يتبجح بدعواه إلى ارتكاب جريمة حرب بتهجير المواطنين عن وطنهم !!!
الإجابة كلا ، فلا يمكن اقتلاع الغزيين من ارضهم ، إلا إذا امكن اقتلاع غزة ببحرها، وترابها
وحجارتها من خارطة العالم .
ترامب الذي يتعجل الخطى إلى قائمة مجرمي الحرب ، بالسماح للاحتلال بشراء شحنة قنابل تزن ٢٠٠٠ رطل من المتفجرات، لان ما ينوف على خمسين الفًا من دماء المدنيين العزل
لا يكفي لصنع السلام الأمريئيلي!!
هل هذا يكفي ؟؟ كلا ، فحسب رؤية ترامب للسلام لا بد من رفع العقوبات عن المستوطنين ،الذين قاموا وحرضوا على أعمال عنف ضد الفلسطينيين، في عهد ترامب للسلام ، ينبغي ان يأمن المحتلون المحتلون ، و يهجر المواطنون الفلسطينيون .
الإجابة على قرارات ترامب، و شهواته اللاإنسانية ، تأتي من غزة فهؤلاء قوم تجذروا بالأرض، يعرفون معنى الوطن ،كما لم يعرفه ترامب، رغم الانتظار الطويل و عام ويزيد تصب فيها النيران على رؤوس المدنيين، رغم الدمار و القتل ، رغم الجوع و المرض وإصابات تركت الآف العاهات البدنية، تأتي الإجابة على ترامب ، وهي تنظم شعرا على قافية غزة ، التي لن يعرف المواطنون الغزيون غيرها ارضا ، إلا طريقا إلى بيت المقدس، وان غدا لناظره قريب.