*
الجمعة: 07 فبراير 2025
  • 03 أكتوبر 2024
  • 00:43
تبا للطائفية
الكاتب: د. عصمت حوسو

لن يعود لنا وزننا كعرب ومسلمين حتى نلفظ كل أشكال الطائفية وكل الهويات الفرعية؛ لأنها العائق الوحيد أمام الوحدة، والتي تقوّض كل مشاريع التحرّر والتحرير، والأهم خدمة مجانيّة وربما مدفوعة الأجر لعدوّنا الأوحد والوحيد.

الطائفية المقيتة لن تخبو ولن يسكن لهيبها إلاّ بوحدتنا لا بفرقتنا وشرذمتنا وتقسيمنا لطوائف ومِلَلْ، هذه الطائفية التي زرعها شياطين الإنس بيننا هي السبب الرئيس لما آل إليه حالنا اليوم، فضاعت أوطاننا وتشتّتت أولوياتنا وضُربت وحدتنا وأمسينا الإخوة الأعداء رغم تشاركنا في الدين والدم والعروبة، وهذا ما ابتغاه ويسعى للحفاظ عليه أعداءنا.

من المعيب والمهين أن نهاجم كل يد توجّه فوّهة بندقيتها نحو المحتل الحاقد الغاصب الغاشم، ومن العار التماهي مع سرديات العدو، ومن الخزي الفرح مع ما يفرحه والحزن على ما يوجعه.

وفي المقابل، من الدين والأخلاق والإنسانية أن ننظر إلى أبطال المقاومة بعين الفخر وبلسان الدعاء دون الالتفات إلى دينهم أو طائفتهم، فكل يد تفتك بالمحتل هي نظيفة ومباركة، وكل من يضحّي بروحه وأغلى ما يملك في سبيل الله وفي سبيل حريتنا حرامٌ علينا أن نهاجمه أو ننكر عليه فعله ونشمت لمصابه ونفرح باستشهاده، فالموت حق وكلنا في ذات الطريق، وهناك فرق بين الموت في سبيل الآخرة أو في سبيل الدنيا ومتاع الغرور ، وشرع الله بريء من الشماتة والشامتين بالموت أو حتى بمصائب الآخرين.

حريٌّ بنا اليوم أن نتعلم من أحرار الشعب الفلسطيني وأبطاله والشعب الغزّي على وجه الخصوص، الذين ضربوا لنا أنبل الأمثال في التسامي وإنكار الذات دفاعًا عن شرفنا وكرامتنا وأوطاننا، ساروا في درب المقاومة وهم يعلمون أنّ سبيل النجاة منها ضعيف ولن ينعموا بحصاد مقاومتهم، بل تركوا لنا النعيم بعدهم في حلم التحرير الذي أسسوه لنا بأرواحهم ودمائهم.

رحم الله كل الشهداء في سبيله وفي سبيل الحق والكرامة، ونتضرع إليه لننال شرف الشهادة دفاعًا عن أقصانا ومقدساتنا وخاصرة الأمة فلسطين ونحميها برمش العين، فهذا هو الشرف الذي نرنو إليه وندافع عنه بدمائنا وأرواحنا وحناجرنا وأقلامنا وكل ما نستطيع إليه سبيلا..

تبًا للطائفية والطائفيين، وكفانا فرقة وشرذمة يا مسلمين ويا عرب..

المجد للمقاومة من كل مكان

مواضيع قد تعجبك