دعونا نتحدث بصراحة وبدون "تبجح او مغالاه" خاصة ونحن مقبلون على استحقاق وطني دستوري ، فمهما اتبعنا احزاب تحمل ايديولوجيات متباينة في فكرها وواقعها ، فلن يكون انتماؤنا بحكم ثقافتنا السائدة الا للأسرة والقبيلة والمنطقة.! وبدون تنظير ، ذلك هو نهج حياتنا المتجذر في عروقنا ، لاننا تربينا ورضعنا انتماءنا هذا من حليب امهاتنا.
أنا اعتقد أن لب المسألة يقع في العقل السياسي المحمل بتراكمات معيقة عن الفعل السياسي الوطني المبدع ، العقل المنشد إلى الوعي المرتبط والمتسق بالقبيلة ، حيث تكون فاعلية الفكر مرتبط باجماع مصلحي مرتبط بنظرة ضيقة خاصة ، ونبقى نطالب بنهضة وطنية في ظل عدم تفهم قيمة الدولة المدنية بالنسبة للإنسان أولاً ، وفي ظل عدم تكرس قيمة الدولة في العقل السياسي بالمحصلة.
بالتأكيد ليس من أمل حقيقي لشق الطريق الفاعل نحو أفق الدولة المدنية التي نقول إننا ننشدها ، ونحوم في مضمار أزماتنا فقط ، منفعلين بانحيازاتنا لأفكار لن نحيد عنها " انا واخوي على ابن عمي .. وأنا وابن عمي على الغريب " بل ونتباهى باستمرار في ذلك ، وتوجهاتنا مشوهة الهدف والمسعى والتكوين ، وبأننا منذ زمن نحتاج لحيوية مدنية راقية ، كما ونتباهى بعدم تجاوزنا واستقرارنا في التيه وخلافاتنا ضد بعضنا حتى داخل الأسرة الواحدة للأسف ، كما ونتباهى بموروثنا التراثي لبعض القيم البالية في هذا السياق ، وتوجهاتنا مازالت قائمة ضد الولاء الموضوعي للدولة الوطنية المدنية الحديثة باطارها الشامل التي نريدها كما ندعي ونقول.!
ونبقى فلان ابن فلان ابن العائلة الفولانية .. فكيف سيكون لنا انتماءات فكرية وايديولوجية تسهم في بناء دولتنا الحديثة . ؟
بقي القول ان عين الشمـس لا تغطـى بغربال و الحقيقة لا يطمسها الواقع ..
ودمتم سالمين