خبرني - حصل الطبيب فادي فارس الطراونة على شهادة البورد الألماني في جراحة الدماغ والأعصاب بتفوق وجدارة.
أسرة "خبرني" تهنئ وتبارك للطبيب الماهر والنطاسي البارع فادي الطراونة…
وكتب على صفحته:

(فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) طه ١١٤

بفضل الله وتوفيقه وعظيم كرمه
اجتزت اليوم امتحان الاختصاص
وحصلت على البورد الألماني في جراحة الدماغ والأعصاب

خلف هذه الورقة يختبىء عمرٌ ورديٌّ قد مضى
وسنوات قضيتها بعيدا عن من أحب وما أحب

خليّاً من كل قربٍ ،، الا من قرب الله عز وجل ،، ودعاء أمي وأبي ،..

دربٌ طويل يمر أمام ناظري الان 
وتفاصيلٌ تسطع أمام عيني، لا يجاوز بريقها إلا وقفاتٌ لي مع رحمة الله بي 
الذي منحني الصبر على كل ما قد مضى 
ودبر لي أمري ،، بحوله من دون حولي ،، وبفضله من دون فضلي

ونفسٌ نازعتني ونازعتها 
أبت ان ترضى بالمستطاع عما لا يطاع
وما أعانني على حملها إلا من زرع في داخلي أن الذي هداك الى رمي البذور ،، لن يعيدك دون ان تتذوق طعم الثمر ،…
فالكريم إذا أعطى أتم العطاء ،، ومُكرمي هو أكرم الاكرمين وارحم الراحمين ،…

الى أحب الناس الى قلبي ،، أبي
معلمي ومؤدبي وزارع الخير في دربي
من آمنت طول عمري أن خيراً في حياتي لم أنله الا وقد كان جوابا لعظيم رسالته ،،  
وخير زرعه أبي في دروب الناس ،، وكبُرت نفسه الا بأن يمنحنا كل الثمر ،..

الى أمي 
النور الذي أنار دربي
والملجأ الذي كلما اهتز لاذ بحماهُ قلبي
فدثَّرتهُ بجميل دعائها ،، وزملته بزكيِّ عطائها 
وارسَلَت السؤال الى الله فجرا مع حبات الندى ،، 
فأمطر الغيم في دربي رُشداً وهدى ،…

الى شقيقاتي " حبّات" عيوني
وأشقائي ،، درعي من الدنيا ،، ومستودع شجوني 
ورفاق دربي ،، اخواني من غير أمي ،، الذين طول الدرب ما خيبوني ،…

الى الحبيبة "ساره"
التي جاءت الى عمري جواباً لدعاء دعوته بيقين 
وارتواءً من بعد عطش السنين
فتدلت في بستان عمري عنقود فرح وبهجة
وسكينة من بعد ضجة ،..

الى "رُشد " 
الذي وهبني اياه ربي عطية منه جزيلة
فأكرمني به من دون قوة مني ولا حيلة

فرافقني في عام أخاله في عمري الأصعب
فكان نور وجهه الى الفرح دربي الأقرب

أعود اليه في كل مساء ،،  لا ادري من منا انا وهو يلقي على كتف الآخر عصا الترحال
وأينا الذي يرى في عيون الآخر جواب العمر من بعد طول السؤال ،..

الى وطني الاحب 
واهلي واحبابي
إلى كل من أكرمني بدعاء في ظهر غيب ،..
فكان لي فرجاً من حيث لم احتسب ،..

أهدي فرحي هذا ،…