خبرني - في مشهد وطني مهيب، استقبل حزب الاتحاد الوطني الأردني، برئاسة الكابتن محمد الخشمان، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، بعد عودتهما من الزيارة الرسمية إلى واشنطن، حيث شارك في الاستقبال عدد كبير من أعضاء الحزب ونوابه في مجلس النواب، إلى جانب الأمين العام عطوفة علي عليان الزبون وقيادات سياسية وشخصيات وطنية بارزة. هذا التجمع الكبير جاء تعبيرًا عن التفاف الأردنيين حول قيادتهم الهاشمية، وتأكيدًا على موقفهم الراسخ في الدفاع عن القضايا الوطنية والقومية، في مقدمتها القضية الفلسطينية، والوقوف صفًا واحدًا في وجه أي محاولات تستهدف المساس بهوية الأردن أو حقوق الشعب الفلسطيني.
حمل الحضور لافتات عكست عمق التمسك بالثوابت الوطنية الأردنية ورفض أي حلول تأتي على حساب الأردن وفلسطين، حيث رفعت الشعارات من قبل أعضاء الحزب معبرين فيها عن موقف لا يقبل التأويل، جاء فيها: لا للوطن البديل – لا للتهجير، فلسطين قضيتنا… والأردن هويتنا، اللاءات الملكية ثوابتنا الوطنية، لا لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، هويتنا الأردنية ثابتة… وحقوق فلسطين غير قابلة للمساومة، السيادة الأردنية خط أحمر، الأردن وفلسطين… وحدة مصير لا تقبل التجزئة، رفض التوطين والتهجير… موقف وطني ثابت، مع جلالة الملك… في الدفاع عن الأردن وفلسطين، لا للوطن البديل!، الأردن أولًا… وفلسطين لن تُنسى!، الهوية الأردنية ليست للمساومة!، لا للتفريط بالسيادة الأردنية!، لا تهجير ولا توطين… هويتنا لا تلين!، لا للوطن البديل – لا للتوطين – القدس خط أحمر!، لا مساس بالأردن… ولا تنازل عن فلسطين!، لا تنازل… لا تراجع… لا مساومة!، يدًا بيد مع القيادة الهاشمية لحماية الوطن، الأردنيون والفلسطينيون… قلب واحد ومصير مشترك. هذه العبارات لم تكن مجرد كلمات مكتوبة، بل جاءت تعبيرًا عن موقف شعبي ثابت يرفض أي ضغوط دولية أو مشاريع سياسية تهدف إلى فرض حلول غير عادلة تتجاوز الحقوق الفلسطينية والسيادة الأردنية.
خلال الاستقبال، أكد الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الأردني عطوفة علي عليان الزبون أن هذا الحضور الكبير يعكس عمق العلاقة بين القيادة والشعب، ويجسد التلاحم الوطني في مواجهة كل التحديات التي تحيط بالأردن وقضيته المركزية، القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن زيارة جلالة الملك إلى واشنطن جاءت في توقيت حرج، حيث تتصاعد المحاولات لإعادة ترتيب المشهد الإقليمي على حساب حقوق الفلسطينيين وأمن واستقرار الأردن، مؤكدًا أن جلالة الملك كان في مقدمة المدافعين عن لاءاته الثلاث التي شكلت صمام الأمان أمام أي مشاريع تمس الهوية الأردنية أو الفلسطينية. وأضاف أن الأردن لم يكن يومًا تابعًا، ولم يسمح يومًا بأن يكون طرفًا في أي تسوية لا تتوافق مع المصالح الوطنية الأردنية، ولا يمكن السماح لأي جهة بأن تمارس ضغوطًا أو إملاءات تتعارض مع هذه الثوابت.
اللقاءات التي أجراها جلالة الملك في واشنطن أكدت مجددًا أن الأردن ثابت على مواقفه، مستمر في رفض أي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو تغيير المعادلات السياسية في المنطقة على حساب الأردن، ومتمسك برؤية تقوم على إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، وحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يستند إلى حل الدولتين، وضمان عدم فرض أي حلول تنتقص من حقوق الفلسطينيين في أرضهم أو تؤثر على سيادة الأردن واستقراره. لقد كان الموقف الأردني صلبًا في مواجهة الضغوط الدولية، حيث نقل جلالته للعالم رسالة واضحة مفادها أن الأردن ليس ورقة في حسابات أي طرف، ولن يكون جزءًا من أي حلول تأتي على حساب الشعب الفلسطيني.
هذا الاستقبال الجماهيري، الذي جمع مختلف أطياف المجتمع الأردني وأعضاء حزب الاتحاد الوطني الأردني، لم يكن مجرد تجمع سياسي، بل كان تعبيرًا عن إرادة وطنية جامعة تؤكد أن الأردن لا يتأثر بالضغوط، ولا يسمح بأي تدخلات تمس ثوابته القومية. إن الحضور الكبير، والشعارات التي رفعت، والرسائل التي بعثها هذا الحدث، تشكل كلها ردًا مباشرًا على كل من يحاول التشكيك في الموقف الأردني، وتؤكد أن الأردن بقيادته الهاشمية ماضٍ في الدفاع عن حقوقه دون تهاون، وأن الأردنيين يقفون كتفًا إلى كتف خلف هذا الموقف الوطني الراسخ.
إن هذه المرحلة تتطلب أكثر من أي وقت مضى الالتفاف حول الثوابت الوطنية، والتمسك بالموقف الأردني، والعمل على دعم الجهود التي يقودها جلالة الملك لحماية الأمن القومي الأردني وحقوق الشعب الفلسطيني. الأردن اليوم لا يخوض معركة سياسية فحسب، بل يخوض معركة وجودية للدفاع عن سيادته وهويته الوطنية، ومكانته الإقليمية التي حاول البعض المساس بها. لذلك، فإن كل صوت أردني يجب أن يكون اليوم أكثر وضوحًا وقوة في مواجهة كل محاولات التشويه أو التضليل التي تستهدف الموقف الأردني.
لقد جاءت عودة جلالة الملك وسمو ولي العهد إلى أرض الوطن بعد هذه الزيارة لتجسد مرة أخرى مكانة الأردن كدولة ذات سيادة، تقرر مواقفها بعيدًا عن أي ضغوط أو مساومات. المشهد الذي صنعه الأردنيون اليوم خلال الاستقبال يؤكد أن الشعب الأردني واعٍ بكل ما يحاك ضد قضاياه، مدرك تمامًا لحجم التحديات التي تواجهها المملكة، وقادر على مواجهة كل محاولات التأثير على موقفه الوطني والقومي، فكما كان الأردن دومًا حصن العروبة، فإنه سيظل صامدًا في وجه كل المؤامرات التي تحاك ضد فلسطين وضد الأردن على حد سواء.