خبرني - شاركت أم بريطانية تجربتها في التربية الحديثة، مؤكدة أنها لم تطلب من ابنها الصغير الاعتذار على الإطلاق. واعتبرت أن ذلك قد يكون نوعاً من التخدير للمشاعر، حيث لن يفهم الطفل السبب الحقيقي وراء خطأه.
وتشارك كيلي مدينا إينوس (34 عاماً) بشكل متواصل نصائح عن أسلوب "التربية اللطيفة" عبر مقاطع فيديو تنشرها عبر حسابها على تيك توك الذي يتابعه أكثر من 600 ألف شخص.
وشرحت كيلي في أحد مقاطع الفيديو على تيك توك، أنها لا تجبر الطفل على الاعتذار، لافتة إلى أن التعاطف لا يتطور لدى الطفل حتى يبلغ سن الـ11 عاماً تقريباً.
ولفتت إلى أن التعاطف ليس طَبَعاً، بل هو مهارة مكتسبة، وفرض الأوامر بشكل قسري على الطفل يعلّمه القسوة، وحين يعتبر الناس أن اللطافة أمراً سهلاً، إلا أنه حين التطبيق تكون أصعب أشكال التربية.
وفي تصريح نقلته لصحيفة "نيويورك بوست"، روت كيلي مدينا إينوس (34 عاماً) قصة تغيير طريقة تربية ابنها، واتجاهها نحو تطبيق أسلوب "التربية اللطيفة".
أم لطيفة
كانت الأم تواجه صعوبة مع سلوك طفلها البالغ من العمر 18 شهراً، حيث كان يُظهر تصرفات عنيفة ويضربها عندما لا تُلبّي متطلباته.
بعد ذلك، قررت كيلي البحث عن حلول للتعامل مع سلوك طفلها بشكل أكثر هدوءاً وتفهماً، مما دفعها لمشاركة مخاوفها عبر تيك توك.
في رد على ذلك، نصحها أحد المتابعين بالاطلاع على أسلوب "التربية اللطيفة"، وهو أسلوب تربية يركز على التعاطف والاحترام والتفاهم مع الأطفال، بدلاً من استخدام أساليب صارمة أو قاسية. فاعتقدت أنه قد يكون غير عملي، لكنها قررت تجربته بعدما تعمّقت في البحث عنه على الإنترنت.
بدأت في تغيير طريقة تفاعلها مع ابنها جورج، حيث استبدلت عبارة "لا تفعل" بتوجيهات إيجابية، تخبره بما ترغب أن يفعله بدلاً مما لا يجب عليه فعله.
كما توقفت عن إجباره على الاعتذار بعد كل خطأ، وبدلاً من ذلك، كانت تشجعه على التفكير في تصرفاته وإدراك الخطأ الذي ارتكبه.
مع مرور الوقت، تطور سلوك جورج. وفي سن الخمسة أعوام أصبح قادراً على اتخاذ قرار اختيار "ركن لتهدئة نفسه" من الغضب أو التوتر، ليتمكن من التفكير بهدوء وتصحيح أخطائه، مما جعل العلاقة بينهما أكثر تفهماً و تواصلاً.
تعمّقت في دراسة "التربية اللطيفة"
قررت كيلي، بعد تجربتها في تربية طفلها جورج، أن تتخصص في التربية اللطيفة وأصبحت مدربة تربية.
والتحقت بدورة تدريبية في 2024 ، والتي تضمنت العديد من التمارين الذاتية التي ساعدتها على فهم أسباب شعورها بالإحباط تجاه بعض سلوكيات طفلها.
وبعد إنجابها طفلتها الثانية التي تبلغ اليوم 14 شهراً، انتهجت هذا الأسلوب في التربية، وعلّمتها لغة الإشارة لمساعدتها في التعبير عن احتياجاتها الأساسية مثل الرغبة في المزيد من الطعام أو الشراب.