خبرني - أجريت أول مناظرة بين مرشحَي الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الرئيس جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، نظمتها شبكة “سي إن إن”، حيث تبادلا الاتهامات حول قضايا داخلية وخارجية؛ أهمها قضايا الإجهاض والاقتصاد والمهاجرين، فضلًا عن الحرب في غزة وأوكرانيا.
وشاهد ما يقدر بنحو 51.3 مليون المناظرة الرئاسية التي استضافتها شبكة CNN، وبثتها بشكل متزامن عبر أكثر من اثنتي عشرة شبكة، ما يمثل انخفاضًا بنحو 30% عن المناظرة الأولى في عام 2020.
عن أداء المرشحيْن الديمقراطي والجمهوري، يقول الدكتور إحسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة موري ستايت الأمريكية، إن المناظرة كانت سيئة لبايدن، خاصة عند البداية، عندما ظهر ضائعا، وكثير من كلامه غير مفهوم، موضحا أن البيت الأبيض تحجج بأن الرئيس مصاب بنزلة برد.
ويرى الخطيب، أن الغريب في الأمر أن ترامب أصغر من بايدن بثلاث سنوات فقط، لكن الفرق كبير بينهما، فقد بدا المرشح الجمهوري نشيطا وينظر إلى الأمام، أما الرئيس بايدن، فأحيانا كثيرة يخفض رأسه أو ينظر نظرات ضائع.
ويتابع أستاذ العلوم السياسية: “بايدن وترامب ليسا المرشحين الرسميين، وهذا لا يحدث إلا في المؤتمر الحزبي، ورغم ذلك دعا بعض الديمقراطيين لتسمية شخص آخر، ومن هذه الأصوات رجل الأعمال الديمقراطي أندرو يانج، والمرشح الرئاسي في 2020”.
تبادل الإهانات
ولم يتصافح بايدن وترامب عند دخولهما إلى منصة المناظرة، وتبادلا الإهانات والشتائم بقوة، واعترف الرئيس بأنه “لم يحظَ بأمسية جيدة” خلال المناظرة ضد سلفه دونالد ترامب.
ووجه بايدن اتهامات لترامب، ووصفه بأسوأ رئيس للولايات المتحدة، وأنه شخص مدان، ويكذب بشأن سرقة الانتخابات الرئاسية السابقة. ورد ترامب بأن ابن هانتر مجرم، ولو كان هناك رئيس حقيقي لأمريكا يحترمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لما غزا أوكرانيا.
مناظرة مهنية
ويستطرد الخبير في الشأن الأمريكي: “عندما هاجم بايدن ترامب بموضوع الإدانة الجنائية، توقعت أن يرد ترامب بقضية الملفات السرية، التي رفض المدعي العام الأمريكي خلالها أن يوجه تهمًا لبايدن؛ لأنه طاعن بالعمر ولديه مشكلة بالذاكرة”.
ويشير الخطيب إلى أن بايدن حصل على أسبوع كامل للتحضير للمناظرة، وفي نهاية الأمر ظهر بمستوى ضعيف، على عكس ترامب الذي كان في سفر ونشاطات انتخابية.
ويورد نقطة أخرى، وهي أن إدارة المناظرة كانت من صحفيين معادين لترامب، لكن رغم ذلك، أظهروا مهنية في التعامل مع بايدن وترامب، وهذا جيد، لكن مفاجئ.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن ترامب تفوق في المناظرة بنسبة 67%، مقابل 33% لصالح بايدن الذي كان كلامه غير مفهوم، وأخفض رأسه كثيرا خلال المناظرة. وقبل المناظرة، قال المراقبون ذاتهم إنهم يتوقعون أن يقدم ترامب أداء أفضل من أداء بايدن، وذلك بنسبة 55% لترامب، مقابل 45% لبايدن.
كشف المستور
يرى عمرو جوهر، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، أن هذه المناظرة كشفت عن المسكوت عنه داخل البيت الأبيض، وهو صحة الرئيس الأمريكي بايدن، إذ إن أداءه في المناظرة كان ضعيفا للغاية، ويدعو للشفقة، فوجهه كان شاحبا رغم كل استعدادات التجميل، وصوته كان ضعيفا للغاية.
ويذكر جوهر، أن المحطة الإخبارية الأولى في العالم وهي CNN، وصفت المناظرة بأنها كانت بمثابة 11 سبتمبر على الديمقراطيين، وهذا يعني أن أداء الرئيس كان كارثيا، ليس فقط على فرصه للترشح كرئيس، لكنه أظهر الفساد داخل الحزب الديمقراطي، الذي يعمل لصالح أشخاص في وضع سياسي وصحي سيئ للغاية.
وضع حرج
ويشير المحلل السياسي إلى أن الحزب الديمقراطي في وضع حرج، إذ إن هناك غضبا في الشارع الأمريكي، ومخاوف عظيمة على صحة الرئيس الأمريكي البدنية والذهنية، وعلى الحزب الديمقراطي أن يبدأ في حملة تصحيحية، والبحث عن مرشح بديل قبل فوات الأوان.
وفي أول رد فعل على أداء بايدن، دافعت جيل بايدن بقوة عن زوجها البالغ من العمر 81 عاما، في مواجهة الدعوات لسحب ترشيحه، قائلة إن “جو ليس فقط الشخص المناسب لوظيفة الرئيس، بل هو الشخص الوحيد للوظيفة”.
ويشكّل ترشيح جو بايدن موضع شك، منذ أدائه الكارثي خلال المناظرة ضد ترامب، بين كلمات مبهمة وجمل غير مكتملة وتعبير منهك، وهو أداء ضعيف هز أنصاره، وتسبب في ردود فعل إعلامية.
تورط وإدانة
وفي نفس السياق، يطرح جوهر أسئلة حول وعي الرئيس بايدن، وقد تكون هناك محاكمات للفريق المعاون له عقب انتهاء فترة رئاسته، في حال ظهر تسترهم على وضع الرئيس الحالي، وإذا كان يمكنه أصلا من أداء مهامه كرئيس للولايات المتحدة.
وينوه الخبير في الشؤون الأمريكية بأن الرئيس السابق ترامب كان رؤوفا ورحيما إلى حد كبير مع الرئيس بايدن، الذي بدى أنه يعاني لإخراج الكلمات أو الاسترسال في أفكاره، وهذه نقطة تحسب أيضا لصالح ترامب، مشيرا إلى أن السباق الانتخابي بهذا الشكل قد يكون انتحارا للحزب الديمقراطي، في حال تم الاتفاق على ترشيح بايدن لخوض الانتخابات أمام دونالد ترامب.
ولم تطالب أي شخصية في الحزب الديمقراطي بايدن بالتنحي، وفقا لمذكرة عامة من جينيفر أومالي ديلون، رئيسة فريق حملة المرشح الديمقراطي، فقد خلص استطلاع داخلي بعد المناظرة، إلى أن “آراء الناخبين لم تتغير”.