خبرني – رصد
منذ اللحظات الأولى لانطلاق العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، سعت الولايات المتحدة والدول الغربية لعزل روسيا عن المجتمع الدولي.
فبعد العقوبات الدولية، دعت المنظمات الدولية المتمركزة في جنيف إلى استبعاد روسيا من هذه المنظمات، بسبب لجوء روسيا للعنف في أوكرانيا.
وأعلنت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية “سيرن” عن تعليق تعاونها مع روسيا، كما قام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بطرد روسيا، فيما خسرت الأخيرة في انتخابات الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات مع فوز المرشحة الأمريكية دورين بودغان مارتن بالمنصب الأعلى في هذا الاتحاد بدلاً من المرشح الروسي، حتى المنظمات البيئية تأثرت بالظروف الجيوسياسية القائمة، حيث شهدت المناقشات خلال الاجتماع السنوي لأعضاء مؤتمر الأطراف “كوب” CoP في اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة، إدانات لروسيا، فيما تم حظر الرياضيين الروس من المشاركات في المسابقات الرياضية الدولية، إلى جانب غيرها من المنظمات والمؤسسات الدولية.
ولهذه العزلة أسبابها، من وجهة النظر الغربية، وهي الحرب على أوكرانيا، والتصعيد الروسي، من وجهة نظرهم، ضد حليفتها أوكرانيا.
وفي المقابل، ترى روسيا أن محاولات تسييس العمل في المنظمات الدولية سينعكس سلبا على أداء هذه المنظمات، ويحد من فعاليتها في مواجهة القضايا الأبرز التي تواجه الإنسانية العالمية.
وقد أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على عدم جدوى محاولات الدول الغربية عزل روسيا أو إلغاءها.
وقال لافروف بمناسبة يوم الدبلوماسيين في روسيا: “إن الدول الغربية تحاول مرة أخرى عزلنا وإلغاءنا، وعدم جدوى هذه المحاولات واضح لأي مراقب أو متخصص ولجميع الذين يتابعون تطور الوضع وتاريخ العمليات التي اندلعت الآن حول أوكرانيا بسبب الحرب الهجينة التي أطلقها الغرب ضدنا”.
وحسب مراقبين، فإن هذه المحاولات ليست الأولى، حيث أن الغرب وبعد الحرب العالمية الثانية شكل أيديولوجية "النظام العالمي الجديد"، وأعد إستراتيجية لاستيعاب الاتحاد السوفياتي عن طريق إدماجه في مؤسسات دولية مثل نادي روما.
ويرى المراقبون ذاتهم، أن عزل روسيا من المنظمات الدولية، من شأنه تعزيز نظرية القطب الواحد، الذي ظهر بشدة بعد انهيار الاتحاد الاتحاد السوفييتي، الأمر الذي سيعيد المجتمع الدولي تحت رحمة الغرب.
وعلاوة على ذلك، وفق المراقبين، فإن استبعاد أو عزل أو طرد روسيا من هذه المنظمات، سيجعلها قنوات لتحقيق مصالح الدول الغربية وحلفائها، ووسيلة ضغط على هذه الدول لتنفيذ مخططات واشنطن وأوروبا، لا المواثيق والمعاهدات التي قامت عليها هذه المنظمات.