*
الجمعة: 07 فبراير 2025
  • 04 آذار 2008
  • 00:00
حوادث السير .. وحماس إمام جارف
خبرني – خاص – دخل الأئمة والوعاظ مؤخرا في" معمعة" الحملة للحد من حوادث السير التي تستنزف موارد وحياة الأردنيين ولعل التركيز على الوازع الديني عامل مهم و ضروري للتقليل من أثار هذه الظاهرة التي تفتك بالشباب. وتشدد مديرية الأمن العام والأجهزة الرسمية على ضرورة تكاتف الجهود وترسيخ روح المشاركة بين مؤسسات الدولة بهدف الحد من حوادث السير التي باتت ظاهرة تؤرق الحكومة والمواطن على حد سواء. وفي هذا الصدد, يتم التركيز على معرفة حكم الشرع في حوادث السير في مجتمع يغلب عليه طابع الالتزام الديني من خلال خطب الجمعة التي ركزت على التذكير بآثار الحوادث خصوصا بعدحادثة السير في سلحوب على طريق اربد – عمان التي راح ضحيتها 22 مواطنا. واعدت وزارة الأوقاف ومديرية الأمن العام خطة سلامة مرورية لعدد من الأئمة والوعاظ العاملين في مديرياتها بهدف تبصير المواطن بكرامة النفس البشرية ووجوب المحافظة عليها وعدم التساهل مع المستهترين الذين يجعلون من مركباتهم وطيشهم أدوات لقتل الأبرياء . لكن الحماس للمشاركة في "الحرب" على هذه الظاهرة قد يكون جارفا لبعض الأئمة والوعاظ إلى حد "الشطط" بحسب مراقب – وهو من رواد صلاة الجمعة- يصف دهشته من إمام لجأ في إحدى خطب الجمعة في جامع في منطقة طبربور و في إطار تفسيره لهذه الحوادث وكثرتها إلى القول "(الامام) أنه لا يستبعد أن تكون كثرة الحوادث عقاب رباني نتيجة تحرير أسعار المحروقات". ويقول المراقب " لم استطع وقتها أن اخفي مفاجأتي ودهشتي من هذا الكلام وغيري كثيرون. وأتساءل كيف عرف هذا الإمام أمرا غيبيا كهذا؟, وكيف لجأ إلى هذا الربط اللامنطقي؟". إلا أن المراقب يعود ويحمد الله على أن حالة ذلك الإمام "غير معممة وتظل استثنائية", إلا أنه يعلق على الكلام الذي يذكر به الأئمة عند الخوض في قضايا السير  ,ويقول "يظل كلاما قديما ومعروفا للجميع". اللافت للانتباه أن صلاة الجمعة يؤمها الآلاف في جميع مساجد المملكة معظمهم من الشباب الذين هم محور الحديث عن حوادث السير سواء لجهة مرتكبها أو لجهة من يذهب ضحيتها. ويسقط في المملكة شخص جريح في حادث مروري كل 29 دقيقة وفي كل 52 ساعة يقتل ماشٍ في حادث مروري يقل عمره عن 18 سنة في حين يقتل شخص في حادث مروري كل 9.44 ساعة، بناء على إحصائيات الأمن العام. هذا وتقدر خسائر المملكة اليومية أكثر من (0.7) مليون دينار أردني نتيجة الحوادث المرورية، حيث تعادل الخسائر السنوية للحوادث المرورية ما نسبته (2.5%) من الناتج المحلي الإجمالي، بحسب إحصائيات مديرية الأمن العام المعهد المروري الأردني. في هذا الصدد, تواصل مديريات الأوقاف المنتشرة في المملكة تنظيم ندوات تثقيفية وتوعية حول حوادث السير وطرق معالجتها والتركيز على ضرورة تعاون كافة المؤسسات الرسمية والأهلية لإيجاد استراتيجية وطنية للحد من الحوادث وإيقافها بسبب أنها باتت تشكل مصدر قلق لكل شرائح المجتمع. ولم يقتصر على هذا الحد بل امتد إلى عقد ندوات وحملات توعية والمدارس والأندية بهدف إيصال الوعي إلى الشباب الذين يقودون السيارات.

مواضيع قد تعجبك